.. بوابة الشيطان ..
هذه الواقعة المثيرة لم تكتبها الصحف..
باعتبار أن ما تكتبه الصحف لابد وأن يخرج من دفاتر محاضر الشرطة.. أو يدخل إلي دهاليز المحاكم والأحكام.
لنتعرف علي الواقعة أولا ثم ندردش أو نعقب أو نمتنع عن الكلام.. أو حتي لو لزم الأمر نضرب دماغنا في الحائط من فرط الانفعال وحتي لا نقع من طولنا..
جرس المحمول يصرخ بلا هوادة.. صاحبة المحمول وهي طبيبة شابة في مستشفي خمس نجوم مشغولة بزحام وسط العاصمة.. تفتح حقيبتها وتخرج الموبايل بضيق وترد: أيوه.. مين؟
علي الخط الآخر يجيء صوت صديقتها وحبيبة عمرها ألفت ـ وليس هذا اسمها ـ: الحقيقي يانوال ـ أنا رايحة في مصيبة سودة.. ومافيش غيرك ينقذني!
نوال: مصيبة إيه كفا الله الشر؟!
ألفت: جوزي يا حبيبتي اكتشف انني علي علاقة بواحد تاني.. راجل تاني غيره عرفته عن طريق الهباب اللي اسمه الشات في الإنترنت.. ما انت عارفة الحكاية كلها.. أنا قلت لك قبل كده كتير!
نوال: أنا موش سبق وقلت لك ابعدي عن السكة الزلق دي.. آدي النتيجة.
ألفت: أنا بأكلمك دلوقتي بعد ما سبت البيت.. وأنا رايحة أقابل الراجل ده أشوف لي حل معاه.. هو عاوزني أسافر معاه حتة كده لسه حايقوللي عليها.. يا حبيبتي مافيش فايدة.. هو ده الحل اللي انتهينا إليه.. هو وعدني نتجوز علي طول بعد حصولي علي الطلاق.
نوال: طلاق إيه وهباب إيه.. اعقلي يا ألفت وبلاش تخربي بيتك بأيديكي!
ألفت: أنا خلاص طهقت وفاض بي.. ده ضربني وبهدلني حتي قدام زمايلي في الشغل.. وبيقوللي كلام ما يقولوش معلم لمراته في حوش بردق.. أنا دلوقتي رايحة أقابل الراجل اللي أنا حبيته عن طريق الهباب اللي اسمه الشات.. وما أقدرش أستغني عنه.. المهم نتفاهم الأول وبعدين يحصل اللي يحصل!
نوال: وجوزك فين دلوقتي؟!
ألفت: ساب البيت وهددني بورقة الطلاق وقاللي إنه حيقدم للمحكمة كل المكالمات والحوارات والسهرات اللي علي النت مع الراجل اللي أنا حبيته!
نوال: اعقلي يا ألفت وبطلي شغل الجنان بتاعك ده.. فيه راجل في الدنيا يستاهل إن الواحدة تسيب جوزها ومعاها ولدين منه.. وتروح تجري وراء راجل يادوب عرفته عن طريق الدردشة علي الشات.. انتي اتجننتي أكيد!
ألفت: شوفي أنا حأعدي عليكي في المستشفي بعربيتي.. أخدك ونروح نشوف الراجل اللي أنا بحبه ده ومستنيني دلوقتي في الريسيبشن بتاع لوكاندة.. ما انت عارفاها اللي في أول طريق مصر إسكندرية الصحراوي.. تعالي معايا.. لأن أنا خايفة أروح لوحدي..
نوال: أنا حأوافق بس.. عشان أشوفك وأرجعلك مخك الفساكونيا ده.. وأشوف الراجل اللي عاوز يخرب بيتك ويخطفك من جوزك وولادك.. شكله إيه وصفته إيه!
ألفت: دي أول مرة حاشوفه.. وراني صورته علي النت.. زي القمر ياختي طول بعرض.. شعر أشقر.. عينين قطط.. وعنده شركة كبيرة.. ودخله فوق الخمسين ألفا كل شهر!
نوال: واسمه إيه؟
ألفت: اسمه فايز..
نوال ضاحكة: زي اسم جوزي.. يكونشي هو.. ده هم يضحك وهم يبكي.. تعالي ياستي.. أنا كان إيه ذنبي بس في المرمطة دي علي صباحية ربنا..
ننتقل سريعا إلي المشهد الثاني في هذه الواقعة التي لم تدخل أقسام الشرطة.. وإن كانت ـ كما سترون وتعرفون ـ سوف تأخذ طريقها حتما إلي دهاليز المحاكم:
نوال تستقبل صديقتها الروح بالروح في ود وقبلات.. وإن كان دماغها أصبح ـ كما يقول المثل البلدي ـ يودي ويجيب.. ويجيب ويودي.. وتحرك الفأر في صدرها كثيرا.. يا داهية دقي لحسن يكون فايز ده هو جوزها صحيح.. الاسم والشكل والشعر.. فاضل إيه تاني.. ده حتي خرج الصبح بدري وقال إنه مسافر بالطيارة شرم الشيخ عشان صفقة جديدة وهيغيب يومين.. فهو رجل أعمال وعنده شركة كبيرة والفلوس بيلعب بيها لعب.. يا ستي بلا أفكار وحشة جوزك مافيش منه.. صحيح هو مالوش لعبة إلا الكمبيوتر وشبكة النت بيسهر قدامها ليالي.. لكن ما يضرش.. أنا ماشفتش عليه حاجة كده واللا كده.. اثبتي يابت يا نوال!
وصلت الصديقتان الروح بالروح إلي الفندق إياه.. الدنيا هيصة وزيطة وفوج سياحي إيطالي يملأ الريسبشن ضوضاء ومرحا وزعيقا, كما هي عادة اخواننا الطليان.
نوال تسأل ألفت: انتي عارفاه..
ألفت: قاللي إنه لابس بدلة سبور كاجوال زرقاء.. وقميص أبيض مفتوح وحذاء رياضي أبيض في أزرق.. أنا عارفة شكله من الصور.. هو يشبه جوزك شويه!
الفأر الشكاك بدأ يقفز في صدر نوال..ده حتي اللبس هو هو.. يا خبر!
ولأن المشهد كله يوحي بأن بطل الرواية المؤلمة هو فايز زوج الصديقة الروح بالروح.. فقد تسمرت نوال في مكانها وهي تشاهد صديقتها تجري إلي زوجها الواقف في أحد الأركان.. وراحا يتبادلان العناق أمام عينيها.. وكلام لم تسمعه نوال.. والأفضل لها ألا تسمعه!
لن أحكي لكم تفاصيل المشهد المثير للعجب في زمن الانحراف والانفلات باسم المدنية والتحضر.. خناقة وشتائم من نار وحالات إغماء.. وتقطيع هدوم وصوات وخناقات وفرجة أمام الخواجات!
الإغماء هنا للصديقتين.. عشرة سنين وأشواق وحنين..
واحدة تركت زوجها وولديها من أجل رجل مخادع غرر بها عبر هباب البرك اللي اسمه الشات.. هو زوج أعز صديقاتها.. وهي لا تعرف!
والثانية أصيبت بطعنة في قلبها من زوج مخادع وصديقة أكثر خداعا.. حتي لو لم تكن تعرف أنه زوجها!
والسبب هذه الشبكة العنكبوتية اللعينة التي اسمها النت وبوابة الشيطان التي اسمها الشات!
** نهاية الواقعة: مأساة وجرجرة إلي الأقسام وشحططة في المحاكم.. وضياع أسرتين وطفلين وخصام امرأتين كانتا في يوم من الأيام أعز صديقتين!
أغرب ما في الواقعة أنه في تحقيقات الشرطة والنيابة وأمام حضرة القاضي.. نفت الزوجة المصونة أنها كانت تعرف أن من تحدثه وتسهر معه بالساعات أمام النت في مواقع الشات هو زوج أعز صديقاتها..
ونفي الزوج الألعبان أنه كان يعرف أن من أحبها وعشقها ولعب بعقلها وتلاعب بقلبها هي أعز صديقة لزوجته المصونة التي لم تراع حرمة بيت وشرف زوج وأمانة طفلين جنت عليهم.. زغب الحواصل لا ماء ولا شجر.. كما يقول الشاعر!
******************
.. حكاية لها العجب ..
وهذه الواقعة أغرب ما فيها أنها لم تكن برغم غرابتها حديث الصحافة كلها.. وإن كانت قد تسللت إلي أقسام الشرطة بتحقيق طويل من حضرة الضابط المفتش وعرفت طريقها إلي التخشيبة لتبات ليلة بطولها لتعرض في الصباح علي حضرة وكيل النيابة المحترم..
تعارفا عن طريق هذا الملعون الذي اسمه الشات.. شاب مصري ناجح في عمله.. وفتاة من دولة عربية شقيقة.. راحا يتحدثان ويتسكعان ويتصارعان ويتعاركان ويتصالحان.. كل علي موقعه في الشات.. حتي وقعا لشوشتهما في المدعوق اللي اسمه الحب.. واتفقا علي أن يكون كل منهما للآخر..
لم يتصور أي واحد منهما أنه سيفترق عن رفيقه.. إلا بالصعود إلي الرفيق الأعلي..
وفي فجر ليلة ممطرة من أيام خريف بارد.. استيقظ صاحبنا علي صوت الهاتف: آلو.. مين.. أنا فاطمة ـ وليس هذا اسمها ـ أنا بأكلمك من المطار..
يسألها وهو يغالب النوم: مطار إيه؟
قالت: مطار القاهرة يا حبيبي.. أنا طالعة علي الفندق.. حضر المأذون يا حبيبي عا الليل.. عشان أنا جاية أتجوزك!
لا يعرف محسن ـ وليس هذا اسمه ـ أيفرح أم يقلق.. ها هي حبيبة القلب بشحمها ولحمها وكيانها كله وليس مجرد صورة علي النت.. قد جاءته طائعة مختارة لكي يلتقيان في عش زوجية دافئ.
لم يسألها هل أهلها قالوا نعم علي هذه الزيجة الشاتية نسبة إلي الملعون الشات.. أم هي جاءت بقدميها وبإرادتها الحرة ضاربة عرض الحائط بالتقاليد والعادات العربية في بلدها الأكثر تحررا من كل بلدان الخليج العربي؟
كانت هناك معارضة قوية من جانب أهله لهذه الزواجة الكمبيوترية.. حتي إن أمه قالت له: معقولة يامحسن.. تتجوز حتة بت نازلالك بالباراشوت من جهاز كمبيوتر!
ولكن لباقة وكياسة وذكاء الشابة العربية الخارق للعادة+ ثقافتها العالية+ أموالها وحساباتها و فيزات كروتها فتحوا أمامها الضوء الأخضر إلي قلب العائلة.. كما سبق أن فتحت وغزت واستقرت في قلب زينة شباب العائلة المدعو محسن..
وأقيم فرح هائل في فندق خمس نجوم علي النيل.. والتكلفة كلها علي حساب العروس.. وجاءت أمها وأختها وخالتها بالطائرة الخاصة وعدن بالطائرة نفسها في الصباح.. ولم يحضر أبوها أو أي أحد من اخوتها.. لرفضهم زواج ابنتهم بهذه الطريقة الشيطانية.
وعاش الشاب المصري مع فتاتنا العربية سنوات جميلة.. أنجبا خلالها ثلاثة أطفال مثل براعم الزهور التي تزداد جمالها يوما بعد يوم بعد أن تتفتح وتكشف عن أوراقها الندية.. كانت الزوجة تسافر إلي بلدها وحدها وتترك أطفالها في رعايته ورعاية أمه وأخته الطبيبة.. في كل سنة ثلاث مرات.. ومرة إلي عاصمة أوروبية للشراء والتسوق, ومرة إلي أمريكا للغرض نفسه.. وكانت في كل مرات سفرها تتركه مع أطفالهما.. وتعود محملة بالأشواق والمشتريات والهدايا.
لم يكن فيها أي عيب.. إلا عيب واحد هو إدمانها الدخول من بوابة الشيطان اللي اسمها الشات.. تقضي وحدها أمامه ساعات طويلة بالليل أو حتي بالنهار!
وفي مرة سافرت.. ولكنها لم تعد..
غابت طويلا.. انتظرها.. وانتظرها أطفالها ولكنها لم تعد.. كأن الأرض قد انشقت وابتلعتها.. أو كأنها دخان طار في الهواء!
بحث عنها في كل مكان.. طار إلي بلدها.. قالوا له: لم نرها منذ شهور.. سأل كل الأصدقاء والمعارف وسفارة بلدها في القاهرة.. وحتي سفارات بلدها في العواصم الأوروبية والأمريكية.. ولا حياة لمن تنادي!
وسلم أمره لله.. ومضي يربي أطفاله في حضانة أمه وأخته الطبيبة التي لم تتزوج بعد والتي أصبحت أما بديلة للصغار..
ومضت ثلاث سنوات.. كأنها ثلاثة قرون..
وشاء القدر أن يضرب ضربته القاصمة ليكتب كلمة النهاية في هذه الرواية التي لم يكتبها قصاص أو كاتب سيناريو بارع.
سافر إلي شرم الشيخ في رحلة عمل.. بات ليلته في إحدي القري الهاي.. في الصباح ذهب ليدفع ثمن إقامته بالفيزا كارت.. تعطلت خطوط الاتصال مع البنك في القاهرة.. لم يكن معه من الجنيهات ما يكفي للسداد.. قالوا له: اذهب إلي صاحبة القرية..
طرق بابها.. قالت: ادخل.. ليجدها علي المكتب البيضاوي أمامه.. زوجته التي غابت عنه ثلاث سنوات كاملة بشحمها ولحمها ولكنتها العربية!
وصرخت وصرخ هو.. وأغمي عليها وتمالك هو نفسه.. وقال لأمه لا إله إلا الله التي تجمعت في المكتب البيضاوي علي الصراخ والزعيق: يا عالم دي مراتي!
صوت صارخ من خلفه: مراتك.. امال أنا أبقي مين؟
الصوت كان لزوجها.. شريكها في القرية ووالد طفلتهما التي لم تتعد العام ونصف العام!
بقية مناظر المشهد المثير معروفة.. خناق وضرب ورزع وصوات وتقطيع هدوم أمام اللي ما يشتري يتفرج كما يقول المثل البلدي+ محضر تحقيق بمعرفة حضرة الضابط المفتش في قسم الشرطة+ تحقيق آخر بمعرفة حضرة وكيل النيابة المحترم+ قضية الجمع بين زوجين+ قضية نسب الطفلة الجديدة للزوج الجديد أم القديم التي مازالت الزوجة علي ذمته!
يعني الست لا سافرت برة ولا حاجة.. سافرت بس جوة مصر.. إلي شرم الشيخ لتقيم بفلوسها قرية سياحية وتتزوج.. لم لا من شريكها المصري وهو أيضا شاب ناجح.. شهادة وشباب ووجاهة وفلوس.. والست المصونة تعرفت عليه عن طريق الملعون اللي اسمه الشات.. كما سبق وتعرفت علي زوجها الأول..
ولا أحد يدري كم تعرفت علي شباب وكم تزوجت وكم أنجبت وكم هربت؟
والحق يابوليس.. واشتغلي يانيابة.. واسترزقوا يا محامين!
وادعوا بطول العمر ودوام الحال لخراب البيوت العمرانة اللي اسمه الشات!
****************
.. وحكايات يشيب لها الولدان ..
صاحبتنا هنا فتاة في ربيع العمر.. بريئة مثل برعم وردة بيضاء لم يتفتح بعد.. تخرجت في الجامعة.. وفي انتظار الوظيفة أو العريس أيهما أقرب.. ولكي تقتل أوقات فراغها وحسب نصيحة صديقة مقربة منها.. راحت تلعب علي مفاتيح الكمبيوتر وتدخل إلي شبكة النت ومنها إلي مواقع الشات الذي يجمع الذئاب والنمور والثعالب من الرجال.. والثعابين والحيات من جنس النساء..
وراحت تدردش وتتحدث.. حتي تعرفت علي شاب روش لعب بقلبها واستولي علي عقلها.. أحبته والتقت به خارج جهاز الكمبيوتر.. حتي وصل الأمر بينهما إلي لقاء في بيت مشبوه.. كبس عليه بوليس الآداب في ليلة عاصفة.. ودخلت في سين وجيم وأصبح لها وهي من عائلة محترمة جدا.. ملف في الآداب!
موظف كبير راح يراسل سيدة عبر الشات من مكتبه ويتحدث معها حتي في أدق أسرار حياتها.. وأحبها وتأكد أنها تحبه.. وأنها مستعدة للتخلي عن كل شيء من أجله.. زوجها وأولادها.. وفي ليلة طلب منها أن تكشف له عن صورتها.. وكانت المفاجأة أنها زوجته!
وكان الطلاق والفراق وخراب بيته الذي هو في الوقت نفسه بيتها!
وهذا محاسب بإحدي شركات الطيران.. راح يلهو ويلعب بكمبيوتر الشركة في أثناء ورديته.. بانتحال شخصية زوجة صديق له.. ووضع صورها وكل بياناتها وتليفوناتها وعنوانها داخل موقع إباحي.. باعتبارها امرأة للمتعة لمن يريد.. وكانت فضيحة لها بجلاجل.. وكادت تخرج من بيت زوجها مطرودة ملعونة وفي يدها ورقة الطلاق.. لولا يقظة رجال المباحث الذين توصلوا إلي الفاعل المجنون!
هل تريدون مزيدا من قصص الهم وحكايات الغم الإلكترونية التي يكتب فصولها ويخرجها الملعون اللي اسمه الشات؟
تقولون: نعم..
مادامت هذه رغبتكم فإليكم:
* طبيب يهدد موظفة عبر النت بإرسال رسائل رخيصة إليها بالاسم والصورة وراح يبتزها إذا لم تدفع خمسة آلاف دولار.. فسوف يستمر علي منوال التشهير هذا.. حتي توصلت إليه أجهزة الأمن ونال عقابا رادعا!
* مدرب سباحة يهدد سيدة في النادي ويشهر بها علي الشات إذا لم تستجب لرغباته الدنيئة وكاد يتسبب في طلاقها!
* طالب جامعي بكلية الصيدلة أنشأ موقعا إلكترونيا للتشهير بمعيدة في كلية الهندسة.. وقدمها للجماهير باعتبارها تريد إقامة علاقات غير شرعية مع من يتقدم!
* مهندسة تستغل خبرتها في تصميم وتأجير المواقع علي النت بالدخول إلي مواقع الشركات الكبري وتقوم بقطع جسور التواصل بين الشركة وعملائها.. وتساوم الشركة وتبتزها لكي تعيد الأمور إلي نصابها لقاء مبلغ كبير!
تحقيق صحفى بقلم
(تيتو)